الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الجدول في إعراب القرآن
.إعراب الآية رقم (60): {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولئِكَ شَرٌّ مَكاناً وَأَضَلُّ عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ (60)}.الإعراب: (قل هل) مرّ إعرابهما، (أنبئ) مضارع مرفوع و(كم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (بشرّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنبّئكم)، (من) حرف جرّ (ذلك) اسم إشارة مبني في محلّ جرّ متعلّق بشرّ. واللام للبعد والكاف للخطاب (مثوبة) تمييز منصوب، (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق بنعت لمثوبة (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (من) اسم موصول مبني في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، (لعن) فعل ماض والهاء ضمير مفعول به (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع الواو عاطفة (غضب) مثل لعن والفاعل هو (على) حرف جرّ والهاء ضمير مبني في محلّ جرّ متعلّق ب (غضب)، الواو عاطفة (جعل) مثل لعن (من) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (جعل)، (القردة) مفعول به منصوب الواو عاطفة (الخنازير) معطوف على القردة منصوب مثله الواو عاطفة (عبد) مثل لعن (الطاغوت) مفعول به منصوب (أولئك) اسم إشارة مبني على الكسر في محلّ رفع مبتدأ. والكاف للخطاب (شرّ) خبر مرفوع (مكانا) تمييز منصوب الواو عاطفة (أضلّ) معطوف على شرّ مرفوع (عن سواء) جارّ ومجرور متعلّق ب (أضل) (السبيل) مضاف إليه مجرور. جملة (قل...): لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة (أنبّئكم...): في محلّ نصب مقول القول. وجملة (هو) من لعنه اللّه): لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة (لعنه اللّه): لا محلّ لها صلة الموصول (من). وجملة (غضب...): لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة (جعل...): لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة (عبد الطاغوت): لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة (أولئك شرّ...): لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (أضلّ)، اسم تفضيل من ضلّ يضلّ باب ضرب، وزنه أفعل. البلاغة: 1- وضع الظاهر موضع المضمر: في قوله تعالى: (مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ) فوضع الاسم الجليل موضع الضمير لتربية المهابة وإدخال الروعة وتهويل أمر اللعن. 2- التهكم: في قوله: (مثوبة) فاستعمالها هنا في الشر على طريقة التهكم كقوله: (تحية بينهم ضرب وجيع). 3- الكناية: في قوله تعالى: (أُولئِكَ شَرٌّ مَكاناً) فإثبات الشرارة لمكانهم ليكون أبلغ في الدلالة على شرارتهم، فقد صرحوا أن إثبات الشرارة لمكان الشيء كناية عن إثباتها له، كقولهم: سلام على المجلس العالي والمجد بين برديه، فكأن شرهم أثر في مكانهم، أو عظم حتى صار مجسما. ويجوز أن يكون الاسناد مجازيا كمجرى النهر. الفوائد: فائدة حول اسم التفضيل.. 1- نحن نعلم بأن اسم التفضيل يصاغ من الفعل الثلاثي- التام (أي غير الناقص) المثبت (غير المنفي) المتصرف (غير الجامد) المبني للمعلوم، القابل للتفاوت، ليس الوصف منه على وزن أفعل. يصاغ اسم التفضيل من الفعل المستوفي لهذه الشروط على وزن أفعل، وهو يدل على أن شيئين اشتركا في صفة وزاد أحدهما على الآخر، كقوله تعالى: (أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالًا وَأَعَزُّ نَفَراً) وقد شذ ثلاثة أسماء ليست على هذا الوزن وهي: (أُولئِكَ شَرٌّ مَكاناً) وكلمة حبّ كقول الشاعر: مع العلم أنه يجوز في هذه الأخيرة استعمالها على أصلها في القاعدة فيجوز أن أقول أنت أحب إليّ من زيد. 2- أوجه القراءة بقوله تعالى: (وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ). أورد أبو البقاء العكبري الأوجه المختلفة لقراءة (عبد الطاغوت) الواردة في الآية الكريمة نوردها على سبيل شد انتباه القارئ إلى هذه الوجوه: 1- يقرأ بفتح العين والباء ونصب الطاغوت، على أنه فعل معطوف على لعن والطاغوت مفعول به. 2- يقرأ بفتح العين وضم الباء وجر الطاغوت، وعبد هنا اسم، وهو في معنى الجمع، وما بعده مجرور بإضافته إليه وهو منصوب بجعل. 3- ويقرأ بضم العين والباء ونصب الدال وجر ما بعده، وهو جمع عبد مثل سقف وسقف، أو عبيد مثل قتيل وقتل أو، عابد مثل نازل ونزل، أو عباد مثل كتاب وكتب، فيكون جمع جمع مثل ثمار وثمر. 4- ويقرأ عبّد الطاغوت، بضم العين وفتح الباء وتشديدها، مثل ضارب وضرّب. 5- ويقرأ عبّاد الطاغوت مثل صائم وصوّام. 6- ويقرأ عباد الطاغوت، وهو ظاهر، مثل صائم وصيام. 7- ويقرأ وعابد الطاغوت وعبد الطاغوت على أنه صفة مثل حطم. 8- ويقرأ وعبد الطاغوت، على بنائه للمجهول، والطاغوت نائب فاعل. 9- ويقرأ وعبد الطاغوت مثل ظرف ويقرأ وعبدوا على أنه فعل والواو. والطاغوت مفعول به منصوب. 10- ويقرأ وعبدة الطاغوت وهو جمع عابد مثل قاتل وقتلة. .إعراب الآية رقم (61): {وَإِذا جاؤُكُمْ قالُوا آمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما كانُوا يَكْتُمُونَ (61)}.الإعراب: الواو عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط مبني في محلّ نصب متعلّق ب (قالوا) (جاؤوا) فعل ماض مبني على الضمّ.. والواو فاعل و(كم) ضمير مفعول به (قالوا) مثل جاؤوا (آمنا) فعل ماض وفاعله الواو حاليّة (قد) حرف تحقيق (دخلوا) مثل جاؤوا (بالكفر) جارّ ومجرور متعلّق بحال من فاعل دخلوا، والباء للمصاحبة الواو عاطفة، (هم) ضمير مبني في محلّ رفع مبتدأ (قد خرجوا به) مثل قد دخلوا بالكفر الواو استئنافيّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (أعلم) خبر مرفوع الباء حرف جرّ (ما) اسم موصول في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (أعلم)، (كانوا) فعل ماض ناقص مبني على الضمّ والواو اسم كان (يكتمون) مضارع مرفوع والواو فاعل. جملة (جاؤوكم): في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة (قالوا...): لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة (آمنا): في محلّ نصب مقول القول. وجملة (قد دخلوا...): في محلّ نصب حال من فاعل قالوا. وجملة (هم قد خرجوا...): في محلّ نصب حال معطوفة على جملة قد دخلوا. وجملة (قد خرجوا...): في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم). وجملة (اللّه أعلم...): لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة (كانوا يكتمون): لا محلّ لها صلة الموصول (ما). وجملة (يكتمون): في محلّ نصب خبر كانوا. الصرف: (أعلم)، صفة مشتقّة بمعنى عالم وليس فيه معنى التفضيل. .إعراب الآية رقم (62): {وَتَرى كَثِيراً مِنْهُمْ يُسارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (62)}.الإعراب: الواو استئنافيّة (ترى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (كثيرا) مفعول به منصوب (من) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت ل (كثيرا)، (يسارعون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (في الإثم) جارّ ومجرور متعلّق ب (يسارعون) بتضمينه معنى يقعون سريعا (العدوان) معطوف على الإثم بالواو مجرور مثله الواو عاطفة (أكل) معطوف على الإثم مجرور و(هم) ضمير مضاف إليه (السحت) مفعول به للمصدر أكل منصوب اللام لام القسم لقسم مقدّر (بئس) فعل ماض جامد لإنشاء الذمّ (ما) اسم موصول مبني في محلّ رفع فاعل بئس، (كانوا يعملون) مثل كانوا يكتمون. جملة (ترى): لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة (يسارعون...): في محلّ نصب حال من كثيرا أو نعت ثان له. وجملة (بئس ما كانوا...): لا محلّ لها جواب قسم مقدّر. وجملة (كانوا يعملون): لا محلّ لها صلة الموصول (ما). وجملة (يعملون): في محلّ نصب خبر كانوا. الفوائد: من أسرار البيان في القرآن الكريم.. ورد في الآية قوله تعالى: (يُسارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ) نحن نعلم بأن المسارعة في الشيء المبادرة إليه بسرعة ولكن لفظة المسارعة إنما تستعمل في الخير، ومنه قوله تعالى: (يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ)، وضدها العجلة وتقال في الشر في الأغلب، وإنما ذكرت لفظة المسارعة في الآية لفائدة، وهي أنهم كانوا يقدمون على هذه المنكرات كأنها خيرات في نظرهم فجاء التعبير موافقا لحالهم ومفهومهم. .إعراب الآية رقم (63): {لَوْ لا يَنْهاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ ما كانُوا يَصْنَعُونَ (63)}.الإعراب: (لولا) أداة تحضيض بمعنى هلّا فيها معنى التوبيخ (ينهى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدرة على الألف و(هم) ضمير مفعول به (الربّانيّون) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو الواو عاطفة (الأحبار) معطوف على قبله مرفوع مثله (عن قول) جارّ ومجرور متعلّق ب (ينهى)، و(هم) ضمير مفعول به (الإثم) مفعول به للمصدر قول منصوب الواو عاطفة (أكلهم السحت) مثل قولهم الإثم (لبئس ما كانوا يصنعون) مثل السابقة. جملة (ينهاهم الربانيّون): لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة (بئس ما كانوا...): لا محلّ لها جواب قسم مقدّر. وجملة (كانوا يصنعون): لا محلّ لها صلة الموصول (ما). وجملة (يصنعون): في محلّ نصب خبر كانوا. الفوائد: قوله تعالى: (لَوْلا يَنْهاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبارُ). - لولا في هذه الآية بمعنى هلا وتعرب أداة حض، وسنعرض أهم ما يتعلق بهذه الأداة. 1- تأتي حرف امتناع لوجود، وتدخل على جملة اسمية، يليها جملة فعلية نحو لولا زيد لأكرمتك فقد امتنع الإكرام لوجود زيد. ويعرب الاسم بعدها مبتدأ والخبر محذوف تقديره كائن، هذا إن كان الخبر كونا عاما أما إن كان كونا خاصا فيجب ذكره نحو: لولا قومك حديثو عهد بالإسلام لهدمت الكعبة، لولا العدو سالمنا لما توقفنا عن القتال. 2- إذا ولي لولا ضمير فحقه أن يكون ضمير رفع نحو قوله تعالى: (لَوْلا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ) وسمع قليلا لولاي ولولاك ولولاه خلافا للمبرد. ثم قال سيبويه والجمهور: هي جارة للضمير مختصة به كما اختصت حتى والكاف بالظاهر، ولا تتعلق لولا بشيء، وموضع المجرور بها رفع بالابتداء والخبر محذوف، فإذا عطفت عليه اسما ظاهرا نحو لولاك وزيد تعين رفعه لأنها لا تخفض الظاهر. 3- وتأتي أداة حض وعرض فتختص في المضارع أو ما في تأويله نحو: (لَوْ لا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ) (لَوْ لا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ). 4- وتأتي للتوبيخ فتختص بالماضي نحو: (لَوْ لا جاؤُ عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ). 5- الاستفهام: كقوله تعالى: (لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ) وهذا وجه ضعيف قاله الهروي والأقوى أنها للتوبيخ. 2- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. اشتملت هذه الآية على قاعدة عظيمة، وهي وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما بينت بأن العلماء أول من يحمل هذه المسؤولية، وأن تخلي العلماء عن ذلك إثم كبير وهي تدل على أن تارك النهي عن المنكر بمنزلة مرتكبه. قال ابن عباس ما في القرآن أشد توبيخا من هذه الآية ويقول الضحاك ما في القرآن آية أخوف عندي منها. |